لا شيء يضاهي التجوال في أرجاء مدينة عريقة ، يعود تاريخها لأكثر من ألفي سنة، على متن عربة تجرها الخيول (الحنطور). ففي وقت مضى، كانت تارودانت عاصمة السعديين في القرن السادس عشر، وتُسمى كذلك “مراكش الصغرى” إشارةً إلى أسوارها التي تذكر بالمدينة الحمراء. وفي الماضي، اشتهرت باسم “فالا”، على اسم سيدة رومانية أو سورية، كانت رمزا للجمال. وعلى متن الحنطور، ستكتشفون أسوار مدينة تارودانت التي حمت المدينة العتيقة وتراثها وتاريخها على مر القرون.
خلال هذه التجربة الجميلة، ستشاهدون القصبة، وأبواب المدينة العتيقة الشهيرة. وعلى غرار باقي أغلب المدن المغربية، هناك جدار داخلي يفصل حي القصبة عن تارودانت. وهو يُعد أكبر سور أثري بأفريقيا، وثالث أكبر سور أثري في العالم من حيث الحجم، حيث يأتي بعد سور الصين العظيم بالصين، والسور الأثري كومبالغاغ بالهند. ويبلغ سمكه سنتم، ويتراوح علوه بين 7 و10 أمتار، ويمتد على طور 8 كلم. وتتخلله خمسة أبواب (باب الخميس، وباب القصبة، وباب ترغونت، وباب زورغان، وباب أولاد بونونة)، و130 برج مراقبة. ولعل باب القصبة هو أهم مداخل حي القصبة جميعها.
للوصول إلى تارودانت انطلاقا من مطار أكادير، يمكنك أن تستقل سيارة أجرة. وعند الوصول إلى تارودانت، يمكنك أن تستقل سيارة أجرة أخرى لتأخذك إلى أحد أهم الأماكن بتارودانت مثل باب القصبة، أو ساحة العلويين. وهناك، ستجد العربات الشهيرة التي تجرها الخيول. تستمر الجولة على متن الحنطور حوالي نصف ساعة إلى ساعة.