الهندسة المعمارية التقليدية بسوس ماسة

مقدمة


ملتقى حضارات متعددة وبوتقة ثقافات متنوعة. فقد ورثت سوس ماسة نمطا معماريا فريدا مستوحى من جغرافيا وتضاريس متباينة، تجمع بين التراب والحجر. والشاهد على ذلك مدنها النائية الزاخرة بالتحف المعمارية والثقافة الغزيرة، ولعل ذلك يتجلى واضحا في أسوراها، وقصباتها، وقصورها، ومخازنها الجماعية، ومدنها العتيقة… وتختزن هده المباني، عن جمالها البديع، أسرارا متوارثة عبر الأجيال، ولطالما كانت من أسباب ازدهار سكان المنطقة.

إن هذه المباني تقف شاهدة دالة على عبقرية بناتِها، فأغلبها لا يزال منتصبا بكبرياء حتى اليوم، ووجهة لا محيد عنها في المسارات السياحية بسوس ماسة.

المخازن الجماعية إكودار


تُعد الإيكودار، ومُفردها أكادير، بنوكا تقليدية حقيقية، وهي جزء مُميِّز في الهندسة المعمارية والتقاليد الاجتماعية بسوس ماسة. وهي موجودة في كل أرجاء الجهة، خاصة بمرتفعات الأطلس الصغير، وعند سفح الأطلس الكبير، وبالواحات الواقعة على أطراف الصحراء. وإذا كان دورها اليوم مختلفا عما كان عليه في السابق، فإن أنماطها المعمارية متنوعة ومختلفة وتتكيف خاصة مع بيئتها. ذلك أن المخازن الجماعية بالواحات بُنيت من الطين النضيج (أو المحروق)، واستُعمِلت فيها جذوع النخل كأسقف وسلالم؛ بينما مخازن الأطلس الصغير اعتمدت على الصخر وجذوع الأشجار في بنائها، وعلى الأحجار المسطحة لصناعة السلالم الموصلة إلى الطوابق العليا.

ونورد منها على سبيل الذكر لا الحصر أكادير إنومار المتربعة على قمة صخرية، وأكادير آيت كين بشكلها الحصين، وأكادير تيسمودين نمط الواحات، وأكادير انفري إماديدين المحفور في جرف صخري، وزد عليها مخازن إكودار التوأم بإمشكيكيلن وإكونكا، وأكادير انوازرو، ومخزن القصر…

القصبات والقصور


إن قصبات سوس ماسة، وتُعرف باسم “تيغريمت”، وإن كانت أقل شهرة من مخازنها (إكودار)، إلا أنها لا تقل عنها إثارة للإعجاب والاهتمام. فهي قلاع حصينة حديثة نسبيا حيث أن السكان لم يعتمدوا هذا النمط في البناء إلا في القرن التاسع عشر. وكانت القبائل، قبل ذلك، تفضل القصور، أو تعتمد الترحال. ولعل أشهر القصبات هي قصبة تيزوركان بآيت باها وقصبة جباير جوب طاطا، بينما من القصور تشتهر قرية فم زكيد، وقرية أكرد، ودوار أنيرغريف نواحي تارودانت.

ولا يفوتنا طبعا ذكر أسوار تارودانت وأسوار تزنيت، التي تحمي المدينتين العتيقتين.

سقوف طاطا


يعد السقف الطاطاوي رمز الأناقة والتنميق في البناء، وهو يتخذ شكل دِعامة مصنوع من أغصان الأشجار المغطاة بالطين المدكوك. ويظهر في شكل لوحة تقليدية بديعة، ذلك أن مزيج هذه المواد الطبيعية يخلق زينة تضفي بهاء وبهجة على البيوت والقصبات بطاطا وفم زكيد.

اكتشف

تجارب اخرى