أرض الثقافة، والتراث، والكنوز الطبيعية، هي سوس ماسة، الغنية كذلك بالآثار التي تستقطب علماء الأركيولوجيا. فقد استعمرها الديناصورات منذ الأزل قبل أن تتعاقب عليها حضارات متعددة، ولذلك ما فتئت خبايا أراضي الجهة تثير اهتمام علماء الآثار من العالم كله.
وسواء كنت هاوياً أو محترفاً، ممن يحدوهم شغف المغامرة الأركيولوجية، فهنا ضالتك ! فقط تجدر الإشارة إلى أن زيارة بعض المواقع الأركيولوجية تتطلب تأطيرا علميا لاستكشافها، فيما هناك مواقع أخرى مفتوحة للعموم ويمكن ولوجها.
على بعد دقائق من وسط مدينة أكادير، تقع الضاحية الشاطئية أنزا التي تؤوي أحد أبرز المواقع الأركيولوجية بالمغرب، بل وفي العالم. فعلى حافة المحيط مباشرة، هناك عدة مستويات من الحجر الرملي الكلسي التي نُقشت عليها عدة مسارات آثار خطوات ثلاثيات الأصابع التي كانت طفرة التطور إلى ديناصورات ثنائية الأرجل قبل حوالي 85 مليون سنة ! وتكتسي هذه المناجم، التي تعود إلى العصر الطباشيري المتأخر، وبالضبط إلى المرحلة السانتونية منه، أهمية علمية مزدوجة تتمثل في ندرة الآثار، حيث أن آثار هذا العصر تكاد تكون منقرضة، ثم في عدد هذه الآثار وجودتها.
ودائما في ضواحي أكادير، نجد آثار دينوصارات بموقع تغرغرة ببلاد مسكينة، وصفائح كلسية تعود إلى المرحلة الماسترخية. ومن بينها، اثنتان تتميز بأشكالها الفريدة. كان يُعتقد في البداية أنها لنوع من السحليات ليتبين فيما بعد أنها تعود لجنس مجهول من التيروصور، أُطلق عليه اسم Agadirichnus elegans تكريما للمدينة؛ كان ذلك سنة 1954، وتُعد أول أثر موصوف لديناصور من جنس تيروصور.
إن علم الآثار بجهة سوس ماسة لا ينحصر في دراسة آثار الوحيش والغطاء النباتي في عهد ما قبل التاريخ. فالجهة تزخر بمواقع أثرية أخرى لحواضر غابرة، حيث تقبع تحت الأطلال كنوز أركيولوجية لا تقدر بثمن. فبفضل أعمال التنقيب الجارية، يرفع العلماء الحجاب عن الحياة بهذه المدن، ويرسمون خريطة تاريخية متكاملة للجهة. ولعل من أهم هذه المواقع، هناك موقع أكادير أوفلا، وقلعة إيكيليز، والمدينة المدفونة تامدلوت.