يقع على طريق النحل، بأراضي الأطلس الكبير الشرقي، وهو عبارة عن ظاهرة معمارية عجيبة تطل بخيلاء على وادٍ خصب منذ أكثر من 200 عام: تادارت أوغرام أو دار الشافي. وهي معروفة أكثر باسم منحل إنزركي، ذلك البناء الضارب في القدم الذي يُعتبر أكبر منحل تقليدي في العالم، ولعله كذلك أقدم مناحل إنتاج العسل بالطريقة التقليدية التي لا تزال شغالة. وليس ذلك من قبيل الصدفة، فالطبيعة الغناء تحيط به من كل جانب، وتدعو الزائر لتأخذه في رحلة نادرة للتعرف على فن إنتاج العسل التقليدي المتوارث عبر الأجيال.
يقع منحل إيزركي أقصى شمال أكادير، جنوب مرتفعات الأطلس الكبير الغربي، وتصل إليه الطريق الوطنية بسهولة وحتى الطريق السيار. والمسار إليه متعرج بين الصخور الحمراء البارزة التي تتخللها طبيعة غناء، وقرى تقليدية صغيرة متفرقة.
يتربع المنحل العظيم على الجانب الجنوبي على ارتفاع 980 م، في إطلالة على وادي خصب أخضر. هنا تمتد حقول الخزامى والزعتر بين أشجار الأركان والبلوط، في فسيفساء من أريج عطر تحت ظل النخيل. ويصطف المنحل المبني من الآجر التقليدي على شكل أسطح، ويتكون من عدة خانات تؤوي المناحل التقليدية.
لزيارة المناحل والاستفادة من تجربة كاملة، ننصح بالاتصال برئيس جمعية تادارت إينزركي، السيد إبراهيم الشتوي، ليقودكم في رحلة استكشاف أسرار المناحل وإنتاج العسل. وهي فرصة كذلك، لتذوق الوجبة الخفيفة المحلية بامتياز، التي هي عبارة عن شاي بالأعشاب، مع خبر تافرنوت المحلي، يرافقه آملو وطبعا عسل المنطقة الحر.
للتواصل مع رئيس الجمعية :
+212 673 907 964 // +212 640 16 54 71
إن منحل إنزركي شاهد على عبقرية مجتمع النحالين الذين شيدوه وعلى تلاحمهم الاجتماعي. وتظهر المناحل على شكل أسطح، يضم كل سطح خانات تُسمى تِزغاتين. وفيها توضع خلايا النحل التقليدية، التي تأخذ شكلا أسطوانيا مضفورا قبل أن يُغطى بالطين.
تذكر عدة مصادر مكتوبة أن المنحل بُني على هيئته الحالية في نهاية القرن التاسع عشر، بينما يحكي التراث المتناقل شفهيا عبر الأجيال أن تربية النحل تعود إلى عدة قرون خلت قبل ذلك.
بعدما يوضع الثَّوْل (سرب النحل) بالداخل، تُصدّ الأطراف بقطعة خشبية دائرية تحمل علامة مربي النحل، ثم تُختمَ بالطين إلا فتحةً صغيرةً بحجم نحلة. وبعدما تمتلئ الأسطوانة، تُفتَح لجني العسل، ثم تُصد من جديد، وهكذا دواليك.
أن منحل إنزركي كاد أن يندثر أثناء فيضان 1990 ثم فيضان 1996 العنيفين. وبفضل برنامج ترميم أُطلق سنة 2005 بدعم من وكالة التنمية الأمريكية (USAID)، أُعيد بناؤه وتشغيله من جديد. وتسعى جمعية تادارت إنزركي اليوم إلى إطلاق حملة ترميم شاملة لإصلاحه على الوجه الأكمل.
كان المنحل يضم، في أوج ازدهاره، ما يناهز 4000 منحل نشيط. واليوم، لا تزال تستغله إلا ثمان عائلات فقط.