واحة تيوت

واحة تيوت


لا تكاد تفصل بين واحة تيوت وتارودانت 30 كلم. وهي تبدو من بعيد كسراب أخضر رقراق وسط بيئة جرداء قاحلة؛ وخلف أشجار نخلها الكثيف، وحقولها المعاشية، وقصبتها وقريتها الأصيلة، تكمن عجائب طبيعية وثقافية تستحق عناء التنقل إليها.

أهلها طيبون ومضيافون، ويرحبون بزوار الواحة ويكرمونهم، فلا تتردد في اكتشاف هذه الجنة الصغيرة مع عائلتك، ودع أطفالك يعيشون تجربة جديدة عليهم ويستمتعون باكتشاف عالم غريب عما عرفوا حتى الآن.

واحة عند سفح الجبل


تقع واحة تيوت في قلب بيئة جافة قاحلة، ومع ذلك فهي تشبه متاهة خضراء تتشكل من حقول الحبوب المنبسطة، والأشجار المثمرة، وأشجار النخيل البري التي تحمي الزراعات من حر الشمس بظلالها الوارفة، حيث يُقدر عددها بأكثر من 20000 نخلة. ويكمن سر هذه الخضرة الغناء في عين لا ينضب معينها، تتفرع في شبكة قنوات سقي تتخلل المنطقة وتنعش الجو.

وتطل على الواحة قصبة عظيمة تعود إلى القرن الساس عشر، تتميز بلمعان أحجارها عند شروق الشمس وذبول ألوانها عند المغيب. 

في السابق، كان يقيم بالقصبة القايد، وهي تحكي ماضي تيوت المجيد حيث كان يقضي الأمراء السعديون فترات استجمامهم. ومنها يطلون على منظر الواحة الآسر والقرى المعلقة بين الجبال من بعيد.

رحلة لا تُنسى


إن واحة تيوت هي، كما خمنتم تماما، مكان مثالي لقضاء أوقات ممتعة مع العائلة. فتحت ظل أشجار النخيل الباسقة، يحلو التجول على طول قنوات السقي، وسط أشجار الزيتون، والرمان، والبرتقال، والخروب. وإذا أحببت أن تجوب الواحة على ظهور الجمل أو البغال، ما عليك إلا أن تحجز لترى الفرحة تغمر الأطفال وهم يصنعون ذكريات لا تُنسى. هنا، تحلو كذلك النزهات تحت ظل شجر الأركان وسط هذه الخضرة الساحرة.

في الماضي، كانت القنوات تسقي 16 مطحنة مائية تقليدية، واليوم، لا تزال سوى مطحنة واحدة قيد العمل، تفتح أبوابها للزوار رفقة مرشد محلي.

عند نهاية الجولة، اصعد التلة، وتوجه نحو القصبة. ستلاحظ أن المبنى، وإن بدت علين آثار ترميم حديثة، إلا أنه ما زال يحتفظ بأصالته، وبه مطعم يقدم أنواع الأطباق التقليدية. فلا تتردد في تذوق ما لذ وطاب من الأطباق المحلية قبالة إطلالة خلابة على الواحة والتلال المتموجة حواليها.

هل تعلم ؟


أن واحة تيوت هي واحة طبيعية وليس مزروعة. فالنخيل بها بري وبعضه مُعمِّر منذ مئات الأعوام. وهي تثمر نوعا من التمر صغير مر المذاق لا يستسيغه اللسان. ومع ذلك، فإن القانون يحمي النخيل البري، ويُحظر قطعه دون إذن خاص من السلطات المختصة. وهذا ليس عبثاً، فهذا النخيل هو الذي يحمي الحقولَ بظلاله الوارفة من حرارة الشمس الحارقة والجفاف.

اكتشف

في المناطق المجاورة