هي أرض الثقافة، والتقاليد، والمناظر الطبيعية الخلابة، وهي فضلا عن ذلك الأرض المناسبة لممارسة عدد من الأنشطة الرياضية والبدنية. إنها أرض سوس ماسة التي تعانق ساحل المحيط الأطلسي وتخفي عدة أوجه في بلادها النائية حيث تزخر بالتضاريس المتنوعة المناسبة للرياضات العنيفة، ومسارات الكولف، والرحلات الجبلية، والصيد الرياضي… وكل مكان من هذه الأماكن يتمتع بمناخ معتدل عليل وطبيعة فاتنة.
أغلب نوادي الكولف بجهة سوس ماسة تقع حول مصب وادي سوس، على بعد 15 دقيقة من مركز مدينة أكادير، وحوالي إنزكان. النسيم العليل الذي يهب من المحيط سيلف هواة الكولف ومحترفيه وهم سائرون على مساراتهم الخضراء الناضرة بين البحيرات الاصطناعية. ويقترح كل نادٍ عدة مسارات من 9 حفر، وتضع جميع المعدات والوسائل اللازمة رهن تصرف الراغبين في ذلك من أجل قضاء جولة لا تُنسى !
وعلى بعد حوالي 20 كلم شمالا، تقع تغازوت التي تضم نادي كولف استثنائيا ذا إطلالة على الخليج تحبس الأنفاس من شدة روعتها.
طبقت شهرة ساحل سوس ماسة الآفاق، فهو معروف في العالم كله بجودة أمواجه، وتموجاته الاستثنائية، فضلا عن جمال شواطئه وخلجانه. فهذه تعد من أفضل أماكن ركوب الأمواج في المملكة وأكثرها عددا. وسواء جنوب أكادير أو شمالها، فإن هذه النقط لا تتشابه فيما بينها البتة !
كما أن شطآن سوس ماسة وخلجانها تناسب كذلك رياضات أخرى لا تقل إثارة عن ركوب الأمواج مثل الغوص، والقفز المظلي، والتجذيف، وركوب الدراجات المائية (جيت سكي).
إن كتل تافراوات الصخرية مثاليةٌ تماما لممارسة التسلق (أو السِّلاقة) المُحفزة لإفراز أعلى جرعات الأدرينالين. هنا، بجل تاسكرا أو جبل لقسط أو بصخور الكرانيت الشهيرة بأكرد اوداد، سيجد المتسلقون ضالتهم وهم يستلقون الجدران الصخرية العمودية، للوصول إلى قمم حيث الإطلالات على الوديان المجاورة مذهلة تسلب الألباب.
وفي أقصى شمال الجهة، على بعد حوالي 30 كلم من أكادير، تقع بلاد مسكينة الملائمة كذلك للتسلق. وتزخر المنطقة بمسالك في المتناول أكثر من تلك التي بتافراوت، وتتميز جدرانها الصخرية بسهولة تسلقها النسبية مما يشجع المتسلقين على خوض مغامرتها مهما كان مستواهم.
غير أنه تجدر الإشارة إلى ضرورة الاستعانة بمرشد متخصص في التسلق خاصة في حالة تسلق جدار صخري غير مُجهز.
تزخر جهة سوس ماسة بعدة مسارات للصيد الرياضي لصيد سمك الفرخ الأسود (Black Bass). فالمياه المحاطة بمناظر فاتنة فريدة تختزن في جوفها أعدادا كبيرة من هذا النوع، فضلا أكبر أفراده بالمغرب.
هذا النشاط مُرخَّص خاصةً ببحيرة سد مولاي عبد الله بتامري، وبحيرة سد عبد المومن الموحدي بتارودانت، وبحيرة سد أهل سوس بآيت باها، وبحيرة سد يوسف بن تاشفين بتزنيت. ويجدر التنبيه إلى أن صيد سمك الفرخ الأسود المغرب يخضع لقاعدة الصيد بدون قتل: “الصيد والإفراج”.
تتمتع سوس ماسة بتنوع شديد في مناظرها الطبيعية، وهذا ما يؤهلها كي تكون ساحة لعدة مسارات على الدراجات الهوائية أو الجبلية. هنا يمكن تنظيم لحاقات والتجول بين مرتفعات الأطلس الصغير أو الأطلس الكبير، كما يمكن الاستمتاع بجولات هادئة بين وديان تيفنوت، أو آيت منصور أو حتى أمّيلن.