فضلا عن الجذب الثقافي والمعماري والشاطئي، تزخر سوس ماسة بعدة مناسبات للاسترخاء والاستجمام والعناية بالنفس والبدن. وهي تقدم، بفضل ثرائها الطبيعي ومنتجاتها المحلية، فرص عيش تجارب علاجية وتجميلية فريدة، ستجدد فيك الروح والجسد.
هو طقس مُرطب، ومُعالج، ومجدد للطاقة، إنه إرث عريق تتوارثه الأجيل بالمغرب. وعلى خلاف نظيره التركي، فإن الحمام المغربي يكون بالحرارة الجافة المبثوثة عبر أرضية البناء أو جدرانه. إنه تجربة تستحق أن تخوضها، وهي تمر عبر مراحل:
ـ التعرق، حمام حرارة رطبة يساعد على فتح مسام الجلد، والقضاء على سموم الجسم. وتستغرق هذه المرحلة بين ثلاثين دقيقة وساعة كاملة، حسب قدرتك على المقاومة !
ـ الصابون، ويتجلى في دهن/ الجسم كله بالصابون الأسود الطبيعي، على شكل قناع، حتى تلين البشرة وتنتفخ الخلايا الميتة ويسهل التقشير. والصابون الأسود أو الصابون البلدي هو عبارة عن معجون نباتي مصنوع من لب الزيتون الأسود، مُعطر بالأوكليبتوس أو ماء الورد. وهناك أيضا أقنعة ببلورات وردية، خليط من الطين الوردي وقشرة الأركان.
ـ الفرك (محليا يقال حك الجسم) بواسطة قفاز مصنوع من قماش خاص بالحمام، يُسمى الكيس. وفي حالة البشرة الحساسة، يُستحسن استعمال كيس أنعم. ويوصى بعدم الفرك بعد قضاء يوم تحت الشمس، حتى لا تجرح الجلد.
ـ التغليف بالغاسول، والطين البركاني الغني بالعناصر الصغرى، الممزوج بزيت أركان التجميلي. ويوضع هذا الخليط كذلك على الشعر ليزيده لمعانا، وأما الغاسول فيُحضر حسب الرغبة، إما بأعشاب معطرة أو طبية، أو بالخزامى.
ـ التدليك بزيت الأركان هو ختام الحمام. سواء كان الزيت طبيعيا أو مُعطرا بالعطور الأساسية، فهو يسمح بإعادة تشكيل الجسم وتغذية البشرة، وله مزايا أخرى علاجية.
وعند الانتهاء والخروج من الحمام، تجد كأس الشاي بالنعناع والزعتر في انتظارك. وبعدما ترتشفه، تشعر بتجدد خلايا جسدك، وعودته تدريجيا إلى درجة حرارته الطبيعية بعد هذه الجلسة الطويلة والمريحة في الحمام.
تشتهر فنادق أكادير وخاصة منها تلك الواقعة مباشرة على الساحل، عالميا، بمراكز علاجها البحري. ولا عجب في ذلك، فهي تقدم جلسات علاج بمياه البحر لا مثيل لها، كما أن أحواضها تمتلئ مباشرة من مياه المحيط الأطلسي الذي لا يبعد عنها إلا ببضع أمتار قليلة. يلجأ المعالجون للعلاج البحري من أجل العلاج أو الوقاية، وهو معروف بقضائه على تعب العضلات، والضغط، والأرق، وآلام الظهر، وحتى التهاب المفاصل، مما يعطي إحساسا بالهدوء والسكينة، وتجدد الطاقة، والنضارة. وتعود هذه المزايا المعجزة إلى ما يحتوي عليه ماء البحر من معادن وفيتامينات اللازمة لحيوية الجسم.
فإذا كنت تبحث عن عناية وتدليك، ستجد عدة مراكز عناية وحمامات عصرية لتلبية رغبتك. وهنا يُفضل استعمال المنتجات المحلية، كزيت أركان في التدليك، ومنتجات العناية المحتوية على الغاسول وتازكموت، وأقنعة العسل وغذاء الملكة، وأنواع الشاي الطبيعي بالزعتر والأزير… بل إن بعض المراكز تعرض حمامات طين وعلاجات الحجامة.