اعبر تضاريس الأطلس الكبير الغربي واكتشف منطقةً خلابة زاهية تزخر بثرواتها وجمالها المتباين بين الساحل والسهول والجبال. هذه هي “طريق العسل” التي يُصنع فيها عسل أكادير المتميز بنكهات أعشابه المُعطرة والطبية.
انطلاقا من أكادير، اسلك الطريق الوطنية رقم N1 في اتجاه الصويرة. وعندما تصل أورير، “قرية الموز” بامتياز، انعطف يمينا إلى الطريق الإقليمية P1001 في اتجاه ألما، وأقصري، وإموزار. هذه الطريق محفوفة من الجانبين بأشجار الأركان، وهي ملتوية تتوغل بين جبال الأطلس وتمر على طبقات جيولوجية مدهشة. وبعد ما تتجاوز ألما، تلوح لك أشجار النخيل العظيمة المتدلية من أجراف الوادي الأخضر، حتى أنك لتكاد تلمسها بيدك؛ مناظر طبيعية زاهية ستحبس أنفاسك من شدة حُسنها.
وادي الجنة، أو Paradise Valley كما يسميه العارفون، محطةٌ لا بد من التوقف عندها من أجل استراحة منعشة. ويمكنك سلوك الطرقات في جولة مشي أو الاستجمام على طول ضفاف الأحواض الصخرية والشلالات الصغيرة.
ستعبر قرىً صغيرة تقليدية قبل أن تصل إلى قرية إموزار المتربعة على علو 1160 م، والشلالات والأحواض الطبيعية التي تجعل من هذا المكان واحدا من أجمل أماكن المنطقة. ثم اشرع في النزول عبر طريق متعرج وباشر بزيارة الشلالات والمسابح الطبيعية. وإذا صادفت زيارتك يوم خميس، فستحضر السوق الأسبوعي وتشهد قوافل القرويين الوافدين على ظهور الحمير ذهابا وإيابا من السوق وإليه لتبضع ما يحتاجونه في أسبوعهم.
وأما إذا كنت من المتحمسين، فعلى بعد 70 كلم من إموزار، يوجد أكبر منحل جماعي تقليدي في العالم وأقدمه. واصل نحو تيكي، ثم انعطف يسارا في اتجاه إنزركي. يمكنك زيارة المنحل رفقة جمعية القرية وتذوق مختلف أنواع عسل المنحل حسب نوع الأزهار التي ارتشف النحل رحيقها (خزامى، أو خروب، أو سنط (أعريش)، أو زعتر…). وهي مناسبة كذلك كي تلتقي بالنحالين أنفسهم.
ـ يُستحسن سلوك طريق العسل ربيعا أو خريفا أو شتاءً، ففي الصيف تكاد تكون الأحواض خالية من الماء بسبب الجفاف؛
ـ لا يجري الماء طيلة الوقت في شلالات إموزار، وأفضل فترة لزيارتها تلك التي تلي التساقطات المطرية؛
ـ حاول أن تصادف زيارتك موسم العسل المنظم بداية شهر ماي من كل سنة كي تحتفل مع الأهالي بواحد من أشهر منتجات المنطقة: العسل؛
ـ انتعل أحذية مشي جيدة ومناسبة لأن المسالك الصخرية مائلة وقد تكون زلِقة؛
ـ لا تنس أن تحشر في حقيبتك لباس سباحة ومنشفة؛
ـ خذ ما يكفي من الماء وواقي الشمس.