المنتزه الوطني سوس ماسة

المنتزه الوطني سوس ماسة


المنتزه الوطني سوس ماسة محمية طبيعية تحمي، منذ سنة 1991، وحيشا وغطاء نباتيا يكتسيان أهمية كبرى. ويتميز المنتزه بتضاريسه المتنوعة بين الساحل والسهوب، وتنوع مكوناته الجيولوجية. إنه تراث وطني حقيقي يحظى باعتراف عالمي بما يحتويه من أجناس محلية نادرة. إنه جوهرة حقيقية لا تُقدر بثمن، وعلى قدر قيمتها على قدر هشاشتها، لذلك فإن التنزه فيه واستكشافه يقتضي حرصا شديدا على القواعد السارية به. 

وهو في حد ذاته دعوة لعشاق الطبيعة كي يجوبوا مع العائلة أو الأصدقاء أرجاءه ويكتشفوا تنوعه أحيائه وبيئته، والاستمتاع بمناظره الطبيعية التي تحبس الأنفاس.

منتزه واحد وأوجه متعددة


يمتد المنتزه جنوب أكادير على مساحة تفوق 30 ألف هكتار بإقليم اشتوكة آيت باها، بين مصب وادي سوس وماسة. وهو يختزن، بفضل موقعه الجغرافي، بمناظر آسرة تسلب الألباب تتنوع بين السهوب والأجراف الساحلية والشواطئ العذراء، والتلال الرملية، والمناطق الرطبة… وينقسم إلى فضاءين متباينين؛ هما محمية روكيين شمالا، ومحمية أورايس جنوبا.

يزدهر بالمنتزه ما يزيد عن 300 نوع نباتي منها 13 محليا، ويؤوي وحيشا يعدّ أكثر من 30 جنسا، مثل غزال دوركاس، وظباء المَهَا أو الثعالب والقطط البرية. ويزخر المنتزه كذلك بالطيور المهاجرة التي تحط للاستراحة بمنطقته الرطبة، كما أن أكثر من 250 نوعا من أنواع الطيور تجد لها فيها مستقرا مناسبا.

إنها محمية كبيرة تكتسي أهمية بالغة في الحفاظ على الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض وحمايتها، ويعود لها الفضل في إعادة تأهيل عدة أجناس صحراوية. وفضلا عن ذلك كله، يساهم المنتزه مساهمة كبيرة في مكافحة التصحر بالمنطقة كلها، ويحمي سوس ماسة من زحف رمال الصحراء.

الزيارة البيئية


إن المنتزه الوطني سوس ماسة جنة عشاق الطبيعة ومراقبي الطيور. ولكن الزيارة تقتضي إجباريا مرافقة مرشد بيئي مُعتمد كي تحظى بمراقبة وحيش بري غاية في التنوع وهو في بيئته الطبيعية، وبتأمل مناظر المنتزه الخلابة عن كثب.

يستغرق التجول في المنتزه يوما أو نصف يوم، شريطة إخطار إدارة المنتزه أو رفقة وكالات خاصة مُعتمدة. وستجد بعين المكان جناحا خاصا يقدم جميع المعلومات اللازمة (30.28956739629019, -9.56149655794061).

على طول المسارات المُجهزة ستعيش تجربة سفاري عجيبة وفريدة، غنية بالإثارة، وعند كل وقفة استراحة ستتمعن أكثر في جمال اللحظة وأسرار المكان. وأما هواة ومحترفو التصوير، فهذه جنتهم، وفرصتهم لالتقاط صور غير مسبوقة.

هل تعلم ؟


يؤوي المنتزه الوطني سوس ماسة أكبر مستعمرة طائر أبي منجل الأقرع الشمالي في العالم؛ تَعُدُّ حوالي 400 طائر، لتكون بذلك آخر جماعة من هذا النوع قابلة للحياة، المُدرجة ضمن قائمة أكثر 100 نوع مهدد بالانقراض في العالم حسب الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ومواردها (IUCN).

ويُطلق عليه أيضا اسم أبو منجل ناسك، وهو يتميز بأنه يعيش في جماعات تعمّر الأجراف وأعالي المنحدرات الساحلية على خلاف باقي أنواع طيور أبي منجل التي تعشش في الأشجار أو أرضا بالمناطق الرطبة.

اكتشف

في المناطق المجاورة