جبل لقسط، حارس تافراوت

حارس تافراوت


ينتصب جبل باني شمال تافراوت، وهو جزء أساسي من الأطلس الصغير الغربي كأنه عمودها الفقري الذي يسندها ويحمي وادي أميلن الشهير. وتطل قمته الشامخة من علو 2370 م، ليكون بذلك واحدا من أضخم قمم الأطلس الصغير وأعلاها. ويكسوه غطاء نباتي مقاوم، وأما تضاريسه فتتشكل أساسا من الكوارتزيت. تتميز هذه البقاع بمزاجها المتقلب وسحرها الآسر، فالإطلالة من أعلى القمة تسلب الألباب بجمالها حيثما وليت وجهك.

إنه بحق جنة عشاق الرحلات الجبلية ! فلننطلق لسبر أغوار هذا الجبل العظيم بين بلاد أشتوكن وبلاد أملين.

أسوار طبيعية


تطل قمة جبل لقسط من علو 2370 م على المنطقة، وترسم حدا طبيعيا فاصلا بين إقليمي تزنيت وشتوكة آيت باها. تتشكل تضاريسها أساسا من الكوارتز، وتتميز هذه الكتلة بصخورها المتعرية المتآكلة وأكوام ركام الحصى الفظة، كما هو الحال عموما في جميع أرجاء الأطلس الصغير. 

وتقع أعلى قمة شمالاً، هي قمة أفا انتميزكاديوين، التي تمتد على حوالي 35 كلم. وأما سفح السلسلة الجبلية فتنتصب به قمة أديم أوكيرزام، الذي تلوح من أعلى قمته رأس الأسد الشهير، وذلك من وادي أملين. 

إن الإطلالة من جبل لقسط تحبس الأنفاس. فهي تشرف على مناظر متباينة بين الوديان جنوبا والجبال شمالا، على خلفية لوحة صحراوية تتبدى من بعيد من جهة الجنوب الشرقي.

استكشاف جبل لقسط


تنطلق المغامرة من قرية تاكديشت، الواقعة 30 دقيقة عن تافراوت. وأنت تجوب المسالك المتعرجة، ستعبر من مضايق صخرية حادة، ومنحدرات تعلوها الحصى، وفجاج صغيرة ضيقة. وستصادف في رحلتك هذه، لا محالة، ثدييات صغيرة وزواحف تعمّر المكان، وستحظى بمشاهدة الطيور الكواسر والبوم.

إن المسارات ولئن كانت في المتناول، إلا أنها غير مُعلَّمة. ولذلك، لابد من الاستعانة بمرشد أثناء الرحلة التي تستغرق 7 – 8 ساعات مشي لصعود القمة ثم النزول منها، مع تغير مستوى قد يصل 1000 م.

إن جبل لقسط هو كذلك وجهة يقصدها عشاق التسلق. وهو يضم حيطانا صخرية تُعد بلا شك من أكثر الجدران الطبيعية إثارة لاهتمام هواة هذه الرياضة، ولكنه غير مُجهز لهذا الغرض.

يستغرق تسلق جبل لقسط يوما كاملا. وقد تطول الرحلة عدة أيام في حالة الالتفاف حول الكتلة الصخرية للوصول إلى بلاد إدا أوغنيديف بالجانب الشمالي.

هل تعلم ؟


أن هناك عدة أجناس أشجار معروفة بمقاومتها تنتشر بين تضاريس جبل لقسط؟ ونجد من بينها أشجار البطم الأطلسي، شجر بري مثمر معروف بصلابته وتعميره. 

ويُستغل صمغُه في صناعة مواد التجميل والأدوية. وهو مفيد في التعقيم، ومضاد فطريات، ويداوي آلام البطن. فشجرة البطم الأطلس واحدة من الأشجار المداوية !

اكتشف

في المناطق المجاورة