من أعظم ما يميز جهة سوس ماسة، فضلا عن مطبخها وصناعتها التقليدية، منتجاتها الطبيعية المحلية التي تشتهر بها. فهي تُصنع بطريقة تقليدية متوارثة جيلا عن جيل، وتمثل تراثا ماديا ولا ماديا حقيقيا لا ينسلخ عن هوية أهالي الجهة. وبفضل المزايا الكامنة فيه التي تحرك الذوق والشم فضلا عن المزايا العلاجية، فإن منتجات سوس ماسة تُستعمل في عدة مجالات: الطبخ، والتجميل، والطب البديل، والتجميل…
ونذكر فيما يلي جملة من المنتجات التي يجب تذوقها أو اقتناؤها أثناء مقامها بسوس ماسة.
يُستخرج زيت أركان من شجرة الأركان، التي لا تنمو إلا بالمنطقة، وهي زيت ذهبية اللون تتميز بمذاق يكاد يكون حلوا. يتذوقها العارفون مع الخبز، وتُستعمل لإضافة نكهة تعزز مذاق الأطباق المختلفة. وهي فضلا عن الطعام، تُستعمل في صناعة مواد التجميل على شكل زيوت وصابون، ومرطبات وغاسول. يُنتج الأركان على الخصوص بالمحمية الأحيائية لشجر الأركان التي تمتد على تراب الجهة كلها وبالأقاليم المجاورة.
هو مزيج رفيع من اللوز وزيت الأركان والعسل، وهو بحق رمز الجهة وشعارها. هو عبارة عن عجين ناعم لدهن الخبز، مغذي ولذيذ، يُقدم في وجبات الفطور أو عند العصرية، ويرافق بعض الأطباق مثل بركوكش أو تاكولة. وبالإضافة إلى الوصفة التقليدية، صرنا نجد أملو بالكاكاو، والسمسم، والفستق. ونجده في أهم الأسواق ومحلات بيع المواد العضوية، ولكن أفضله يبقى بلا منازع هو ذلك الذي تصنعه التعاونيات في المناطق النائية بالجهة.
لم يُطلق عليه “الذهب الأحمر” عبثا، فهو من التوابل الرفيعة الراقية المتميزة بحمرتها القاتمة، ونفحتها الفواحة ومذاقها الفريد. وهو فضلا عن ذلك كله ذو قيمة غذائية عالية ومزايا علاجية عديدة. لكن إنتاجه متطلب، ويخضع لعمليات متوارثة عبر الأجيال اكتشفها في معقل التوابل، تاليوين.
تتميز سوس ماسة بغطاء نباتي متنوع وغني ووفير، وهذا ما يجعلها من أهم مناطق إنتاج العسل بالمغرب. فعسلُها معروف بجودته، وتعدد أنواعه بتعدد أزهاره وأعشابه البرية: فهناك عسل الحوامض بسهل سوس، وعسل الزعتر، والعرعر، وعسل الزهور بالأطلس الكبير، وعسل الدغموس (الفربيون)، وعسل الأطلس، وعسل الأوكاليبتوس، وعسل الخروب، وعسل الأعشاب… إن العسل تابل ممتاز، ويتميز بمزاياه العلاجية التقليدية التي تتجاوز أحيانا حد المعقول.
أزير، زعتر، خزامى، ياسمين، إكليل الجبل (لويزة)، نعناع… قائمة طويلة من الأعشاب المُعطرة والطبية تُنتج بسوس ماسة بطول قائمة أنواع العسل. وهي تُستعمل في الطبخ، والطب التقليدي، والتجميل، وهي غالبا ما تنمو في البرية بمرتفعات الأطلس الكبير وفي منطبقة تارودانت. وتُباع في السوق طازجة أو مُجففة أو على شكل زيوت أساس.
هي زبدة تقليدية تُقدم مع الخبز، وهي مع العسل، ثنائي ذِواقي عجيب. تجدها إما طبيعية أو مُنسمة بالزعتر، وهي تُحضر طبقا لوصفة عريقة للحصول في النهاية على ملمس قشدي ومذاق فريد. ويُضاف أيضا على العصائد، لمزيد من المذاق والنعومة.
لا ننسى أن نضمّن هذه القائمة لوز تافراوت، ببلاد إداوكينيف والأطلس الكبير، ونبات كَبَر الأطلس الصغير، وحناء طاطا، وزيت زيتون إداوتنان، ومجموعة واسعة من أنواع الكسكس والسمائد العضوية.