أكادير إنومار، المخزن المُشمِس

المخزن المُشمِس


على بعد 70 كلم فقط من أكادير، يقع مخزن إنومار، تحفةٌ معماريةٌ أمازيغيةٌ راسخةٌ في قلب الأطلس الصغير الغربي. وهي تعد جزءاً من تراث إكودار وأكبر مخازن المنطقة حيث يمتد على مساحة نصف هكتار. وقد شُيد قبل ثلاثة قرون، ولا يزال صامدا شاهدا على ثقافة معمارية واجتماعية عريقة.

اكتشف المكان رفقة العائلة والأصدقاء، وتأمل الأطلال العظيمة التي تحمل في طياتها دروساً قيّمة في الحياة الجماعية.

الحجر والأرض والشمس


يبدو البناء، عند أول نظرة، كأنه بارز من الأرض في مشهد متناغم تماما مع الطبيعة المحيطة به. والحقيقة أن الأسوار 

بُنيت فعلا من التراب والحجر، ثم اكتسبت، مع مرور الوقت وبفعل أشعة الشمس، ذلك اللون الحمري الأصيل. وصُنعت الأسقف وزواياها من خشب شجر الأركان والدفلى، بينما بُنيت السواري من جذوع الأشجار.

ينتصب أكادير مخزن إنومار على طول عدة طوابق موزعة على 5 كتل، في كل كتلة 295 فجوة. ويكون الوصول إليها عبر أبواب صغيرة مصنوعة من خشب العرعر أو البلوط. وهناك أحجار كبيرة الحجم مسطحة تتجاوز السقف، مرتبة كأنها أدراج للوصول إلى الطوابق العليا.

إن الكلمات لتعجز عن وصف جمال هذه المعلمة وهيبتها. ولذلك لا غنى عن زيارتها لتأمل هذا التراث الجليل، والتشبع بروحه وفهم المعاني التي يحمل بين جوانبه كما يرويها أحفاد أصحابها.

واليوم، أصبح المكان وجهة سياحية تلقى إقبالا خاصا، وتسهر على تسييره وحفظه جمعية أنشئت لهذا الغرض. 

سعر الزيارة 50 درهم عن الشخص البالغ.

مهارة متوارثة عبر الأجيال


إن أكادير إنومار تقف شاهدةً على عبقرية معمارية وتنظيمية لا مثيل لها. فقد كانت العائلات التي ساهمت في البناء هي مالكة الخلايا (حُجر التخزين)، وكانت كل عائلة تملك طابقا كاملا في الغالب، تتوارث ملكيته عبر الأجيال حتى اليوم. وكانت الخلايا تُستعمل لتخزين المؤن الغذائية، والأغراض والوثائق الثمينة. ويوجد بالمخزن كذلك خزان ماء، ومسجد، ومأوى للدواب والماشية. وكان يسهر على تدبير شؤون المخزن “الأمين”، الذي كان يتعهد المكان والدكاكين بالرعاية.

 

وكان أكادير إنومار يؤدي، فضلا عن ذلك، وظيفة دفاعية. فقد كانت تلجأ إليه النساء رفقة الأطفال والشيوخ هربا من هجمات القبائل المُغيرة. ولا يزال البرج الشاهد على ذلك قائما يشكل حزاما دفاعيا إلى جانب أشجار التين والوادي.

هل تعلم ؟


تقع هذه المعلمة العجيبة على بعد ساعة ونصف فقط من أكادير، والطرق المؤدية إليه سالكة بالسيارات الخفيفة.

للوصول إلى أكادير إنومار، اسلك الطريق الوطنية رقم N1 حتى آيت ملول، ثم الطريق P1009 حتى بيوكرة. ثم الطريق رقم R105 حتى إمي مكورن؛ من هناك اسلك الطريق المعبدة يسارا على مسافة 6,5 كلم في تجاه قرية تاكونيت. وقبل الوصول إلى هذه القرية بقليل، انعطف يمينا واسلك المسلك المؤدي إلى دوار إيغيران. اركن سيارتك هناك تحت الظل، ثم واصل مشيا على مسافة حوالي 1 كلم على الدرب المؤدي إلى المكان بالضبط (30.163250, -9.108944).

اكتشف

في المناطق المجاورة