يقع سوق الحد في قلب مدينة أكادير، وهو أحد معالمها الشهيرة الحية التي يجب استكشافها عند زيارة جوهرة سوس. فقد طبق صيته الآفاق عبر العالم، ولعل ذلك راجع إلى حجمه الهائل، وألوانه البهية وروائحه الفواحة. وراء أسواره العظيمة، ستجد كل المنتجات، من أقدم المصنوعات التقليدية إلى أحدث البضائع العصرية، فضلا عن الخضروات والفواكه الطازجة المغرية.
إنه ليس مجرد باحة تجارية، فالأجواء السائدة به تدعوك لتغوص بك في عوالم صوتية، ومرئية وحسية خارج الزمان. فإذا كنت تتوق إلى تجربة تسوق فريدة، فكت عليك إلا بسوق الحد !
سوق الحد هو أكبر سوق حضري بأفريقيا، يمتد على مساحة 13 هكتار ويضم أكثر من 3000 نقطة بيع. ويبدو من بعيد كأنه حصن حصين بأسواره التي يبلغ طولها 8أمتار وتتخللها 13 بوابة. وينقسم من الداخل إلى عدة أجنحة متمايزة، تتوسطها باحة الخضر والفواكه.
يقع السوق في وسط المدينة، وبذلك يسهل الوصول إليه من أي مكان بها بكل الوسائل؛ بالسيارة، أو سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، وحتى مشياً. وتجدر الإشارة إلى أنه مغلق أيام الاثنين بسبب أعمال التنظيف الأسبوعي.
لقد نجح سوق الحد في خلق مزيج بين الأصالة والمعاصرة في مكان واحد. فقد خضعت أركانه لتهيئة تراعي البصمة الأمازيغية، وحلّت الدكاكين والمربعات التجارية محل الخيام القديمة. ومع ذلك، احتفظ بطابعه الأصيل، بل وأصبحت رحلة التسوق به أكثر تشويقا ومتعة.
سوق الحد منصة تجارية محورية بالمنطقة، يقصده العادي والبادي، سكان المدينة وسياحها. هنا، لكل حاجة ما يلبيها، ولكل ميزانية ما يناسبها. كل شيء هنا : مصنوعات تقليدية، وفواكه طازجة، وملابس، وأكسسوارات، ومعدات إلكترونية وتجهيزات منزلية، وألعاب، وتحف، وتوابل، وحتى الكتب ! كل شيء هنا. وهنا أيضا دكاكين وحوانيت تبيع المنتجات المحلية التي لا تكاد تجدها غير هنا مثل أملو الشهير وزيت أركان، والعسل بأنواعه، والزيوت الغذائية والتجميلية، كلها من صنع تقليدي محلي.
ولتكون رحلة تسوقكم كاملة مكتملة، ننصح بالانطلاق صباحا باكرا وسط الأسبوع. وتأكدوا أن معكم المال نقداً لأن المتاجر هنا لا تقبل الأداء بالبطاقة البنكية.
هنا لن تحتاج إلى دليل أو مرشد أبدا ! فقط اتبع حدسك وأنت تتجول بين الأروقة، لتكتشف الحوانيت والدكاكين ونقاط البيع. وبعدها، خذ استراحة في أحد محلات الوجبات المحلية لتتذوق ق طعة مْسمّن ساخنة، وعصير فواكه منعش.
أن سوق الحد بُنِي إحياءً لذكرى السوق الأسبوعي الذي كان يُقام بأكادير في حي تالبورجت القديم. وقد ظهر عقب زلزال 1960 في حي أمسرنات، قرب المنطقة الصناعية؛ ثم ما لبث أن تطور وتوسع، ليصبح رائدا في البيع بالتقسيط. وأسواره الحالية هي من صنع حديث تمزج بين الإسمنت والآجر.