تقع فم زكيد على بعد 140 كلم شرق طاطا، وهي قرية بديعة تشكل نقطة الانطلاق الرئيسية للرحلات المتوجهة إلى جنوب جهة سوس ماسة. وليس ذلك من باب الصدف، فهي تقع على الممر السهل الوحيد لعبور جبل باني، الحد الطبيعي بين الأطلس الصغير والصحراء.
إن فم زكيد ليست مجرد مرحلة في رحلة جبلية، فهي تدعو عشاق هذه الرحلات إلى خوض مغامرة شيقة، وعيش تجربة إنسانية غير مسبوقة، بين الواحات، والكثبان الرملية، والقصبات. فأعدوا العدة !
تنوع الطبيعة والتضاريس يجعل من فم زكيد منطقة زاخرةً بمسارات الرحلات الجبلية التي تناسب جميع المستويات. فلا تتردد في الانطلاق مشياً لاستكشاف الواحات التي تحف نهر تمانت. وإذا كنت متمرسا، امتطِ دراجة جبلية وانطلق لتجوب المسالك المؤدية إلى القصبات المتفرقة حول محيط القرية. وإذا كنت أكثر حماساً، اختر رحلات على متن السيارات رباعية الدفع كي تصل إلى المناطق النائية، وتكتشف الكثبان الرملية العظيمة، والمواقع الأثرية، والمعالم التاريخية. وأما إذا كنت تبحث عما يضخ مزيدا من الأدرينالين، فما عليك إلا بالرحلات على متن الدراجات البوغي والكواد، لاستكشاف طبيعية كأنها السفانا الأفريقية.
للاستفادة من التجربة استفادةً كاملةً، استعن بمرشد محلي، فهو سيدلك على أفضل الوجهات، وسيضع رهن تصرفك كل الوسائل اللازمة لخوض التجربة.
عندما يسدل الليل ستاره، لك أن تختار بين النوم تحت الخيمة، مباشرة تحت النجوم أو بمأوى أو عند الأهالي في إحدى قصبات المنطقة. وإذا أردت أن تعيش التجربة على حقها، جرب نمط عيش الرحل. ولعلك، فضلا عن ذلك، ستجد عدة عروض إيواء مناسبة بفم زكيد إذا كنت تبحث عن بعض الرفاة بعد عناء يوم مسير كامل.
عمَّر الإنسان منطقة فم زكيط منذ الأزل، وبفضل موقعها على طريق القوافل العابرة للصحراء، فقد كانت دائما واحة استراحة لها. وهذا ما جعلها تزخر بتراث حضاري كبير ومتنوع، يمزج بين الثقافات الأمازيغية والعربية واليهودية والصحراوية. لقد كانت معبرا إنسانيا نشأت فيه حرف تقليدية بديعة، وعادات محلية فريدة.
انطلق لاستكشاف هذه الكنوز في الدكاكين المتراصة تحت الأقواس، وخُض تجربة إنسانية ثرية عبر لقاء الأهالي المعروفين بحفاوتهم وكرمهم. ولا تتردد في تشجيع الحرفيين المحليين، واقتناء بعض الهدايا التذكارية منهم مثل السجاجيد الصوفية، أو أوشحة لقناع أو قطع الديكور المصنوعة من الجلود أو القصب.
أن فم زيكد تشكل إحدى أعتى مراحل لحاقات السيارات والدراجات التي تعبر المنطقة؟ ولطالما كانت المنطقة ضمن مراحل لحاق باريس ـ دكار، وكان ذلك من بين ما ألهم عشاق الرحلات الميكانيكية العالميين عبر العالم، للتردد على المنطقة بحثا عن المغامرة والتشويق.