إشت، القرية الباطنية

إشت، القرية الباطنية


تختبئ واحة إشت عند سفح جبل باني، وهي واحدة من أجمل واحات إقليم طاطا. إنها جنة خضراء مدهشة وسط بيئة قاسية وقاحلة. هنا، بآخر مرتفعات الأطلس الصغير، تزيد الرمال حضورا مُعلنةً بداية الصحراء. ولطالما بقيت الواحة سرا محفوظا بمعمارها العجيب : فهي قرية في باطن الأرض.

 

إنها مزيج رائع لخوض رحلة كاملة تجمع بين الخضرة، والغرائبية، والثقافة، والمناظر التي تحبس الأنفاس؛ تجربةٌ فريدة في انتظارك لتخوضها مع عائلتك.

ثلاث طبقات تحت الأرض


تبدو إشت من بعيد، قريةً عاديةً كباقي قرى المنطقة. إلا أن قصبتها فريدة من نوعها، فهي تغوص أمتارا تحت الأرض.  وتفضي أبوابها الصغيرة المحاذية تماما للأرض إلى متاهة من الأزقة تحت أرضية تقود إلى مختلف البيوت. وقد تصل البيوت ارتفاع ثلاثة طوابق، وكل بيت تعبره حزمة من الضوء تنير الغرف المحفورة في الأرض وتهوّيها. وتشمل القصبة كذلك مسجدا وعدة غرف مشتركة.

لابد من الاستعانة بمرشد محلي لزيارة المناطق باطن الأرض. فالمباني كلها ممتلكات خاصة، وبعضها لا يزال قيد الاستعمال.

إنجاز معماري لا يُضاهىَ، يلبي حاجة حيوية؛ الهروب من الحر. فلنتذكر أننا على أبواب الصحراء وعلى ظهر الأطلس الصغير، ودرجات الحرار هنا قد تصل إلى 50° صيفاً.

فما على المستكشف إلا أن يعد العدة، ويتبع المرشد، لولوج عالم آخر غريب تماما عما ألِف !

رحلات جبلية لا مثيل لها


في قرية إشت، كل الطرق تؤدي إلى المغامرة. فالنخيل الظليل يدعوك للتنزه بكل سكينة بين أرجاء بساتين الواحة، على طول الساقيات المتشابكة. وبعدها، انطلق لاستكشاف منظر مهيب كأنه سطح المريخ، حيث تتوالى هضاب السفانا والطبقات الأرضية، تتخللها تلال رملية ذهبية. طبيعةٌ متباينة تجمع بين القساوة والروعة، تهيئ الظروف المناسبة لمشاهدة الغزلان الرشيقة، والأوس الخجول، والخنزير البري، والعُقاب الأبيّ، والثعلب، والقُواع (الأرنب البري)…

ويوجد بالمنطقة كذلك، عدة مواقع نقوش صخرية، الشاهدة على حقبة ما قبل التاريخ بمنطقة باني درعة.

ومن علياء الكتل الصخرية الضخمة، ستحظى بتأمل مناظر خلابة تمتزج فيها الألوان الحمراء والزرقاء والرمادية والذهبية.

هل تعلم ؟


وإذا لففت الجبل المطل على إشت، 50 كلم شرقاً، ستجد فسك في تاداكوست، واحة صغيرة عند سفح هرم صغير غريب؛ إنها كتلة صخرية تتخللها مباني حجرية، على قمته حصن عتيق؛ شاهدٌ آخر على عبقرية بناة المنطقة !

اكتشف

في المناطق المجاورة