يقع وادي آميلن في قلب جبال الأطلس الصغير الوردية، وهي جوهرة طبيعية تختزن تراثا ثقافيا عريقا. فالوادي يزخر بمناظره الصخرية الغناء، ومبانيه الأصيلة، وتقاليده سكانه وعاداته المتوارثة.
هنا ملاذ الباحثين عن السكينة والهدوء، والالتحام بالطبيعة. ويمكن الوصول إليه من تافراوت، قبل الانطلاق منه في جولات طويلة لاستكشاف سحر المكان، وروعة المناظر البانورامية الخلابة.
يقبع وادي آميلن بفج أخضر خصب عند سفح جبل لقسط، ويمتد على منبسط يطل على منحدرات سحيقة متعرجة. منظرٌ جليل، تزينه بساتين النخيل، والخروب، والأركان، والنخيل، واللوز طبعا.
هو إذن واحة جبلية تؤوي وحيشا وغطاء نباتيا استثنائيين، فضلا عن عجائب معمارية يعود بناؤها لقرون خلت. فعدد الدواوير المتناثرة بالوادي تناهز العشرين، وهي تندمج بشكل كامل وبديع في المشهد الطبيعي؛ بل إن بعضها يبدو وكأنه يقبض على جانب الجبل في مشهدعجيب !
ويعلو الوادي “رأس السبع” الشهير؛ جبلٌ ترسم عليه ظلال التضاريس عيني أسد وخطمه في هيئة أبية كأنه حارس هذه الجنة.
الوادي مكان مناسب تماما لجولات المشي بجميع مستوياتها؛ حيث يمكن التمتع بنزهة هادئة مشيا على الأقدام على طول المسالك الظليلة في اتجاه الحقول المزروعة والحدائق البرية. وأما الأكثر حماساً، فلهم الرحلات الجبلية المستعصية نحو المضايق والقمم. ومن أعلى المنحدرات، سيحظون بتأمل لوحة فنية فريدة تمتزج فيها الألوان الفيروزية والنحاسية والزهرية التي تذكر بتصاميم الحلي والمجوهرات المحلية.
في فصل الربيع، يزدهي الوادي بأجمل حلله، لذلك فهو أنسب وقت لاستكشاف المنطقة في أفضل الظروف. لا تتردد في الاستعانة بمرشد محلي حتى تصل إلى أنأى المناطق.
وعند نهاية الرحلة، بادر بلقاء القرويين وتعرف على ثقافةٍ فريدة لا مثيل لها. وقد يحالفك حظ زيارة بعض البيوت الأصيلة من داخلها، والاطلاع على المتاحف القريبة منها. وتوجد بالمكان مآوي تقليدية للمبيت إلا إذا فضلت قضاء الليلة تحت ضوء النجوم بمحاذاة العين.
يأهل وادي آميلن بالسكان منذ أجيال طويلة، فقد استقرت به قبيلة أمازيغية كبيرة، وطورت به زراعة الحبوب وغرس الأشجار المثمرة. وقد اشتهر سكان آميلن كذلك بمهارتهم في التجارة؛ حيث هاجر عدد كبير منهم إلى المدن الكبرى وأصبحوا رجال أعمال ميسورين. ولا أدل على ذلك من القصور الفاخرة والمزارع الزاهرة المتناثرة على ضفاف الوادي.